التشــــــتت الفكـــــري

 

 التشــــــتت الفكـــــري

في ظل التحولات المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم، اصبح الانسان يعيش في قوقعة "التشتت الفكري"، خصوصا مع الفوضى الرقمية وتدفق المعلومات من كل حدب وصوب، حيث أصبح الافراد و المجتمعات يواجهون مرضا فكريا خطيرا بدأ يتسلل بهدوء إلى العقول ، فهو ليس مشكلة فردية عابرة، بل مرض صامت تسلل إلى العقول دون أن يحظى بالاهتمام الكافي رغم تأثيره البالغ في تعطيل تقدم الفرد و كدلك من خلاله المجتمع ،

فالتشتت الفكري لا يعني بالضرورة الجهل، بل هو غياب التركيز والانغماس في قضايا هامشية على حساب القضايا الكبرى او الأولويات ، وهو يعكس حالة من عدم وضوح الرؤية، وتضارب القيم، وغياب المشروع الحضاري المشترك. فهو نتاج ضعف الحصانة الفكرية الفردية ، مما يسهل الخضوع  للإعلام الموجّه والمشوش ، و الذي يسيطر عليه  المحتوى السطحي والمثير للجدل ،

مما يجعل الانسان يعيش  دون ان يدري ضحية الاستلاب ،  فتجده يهدر الوقت والجهد على قضايا هامشية بينما يتجاهل القضايا المفصلية بالنسبة لداته و لمستقبله .

إن التشتت الفكري مرض يمكن علاجه، لكن دلك  يتطلب وعيًا فرديا و جماعيًا بخطورته ، و وقفة صادقة مع الذات ، ونهضة ثقافية ، تقودها العقول المستنيرة. فالإنسان لا ينهض إلا حين يدرك ماذا يريد،

 ✍️ مدونة: المحامي ماء العينين إعيش

https://avocatmalainine.blogspot.com/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

InDrive في المغرب بين الواقع و القانون .

ارتفاع أسعار العطل في المغرب… بين حرية الأسعار وغياب المنافسة

التطاول على المقدسات… شجاعة فكرية أم انحراف أخلاقي