كيف تحمي تطبيقاتك وكودك البرمجي في المغرب software ؟ القوانين والإجراءات،

 

كيف تحمي تطبيقاتك وكودك البرمجي في المغرب؟ القوانين والإجراءات،

بقلم الأستاذ ماء العينين أعيش avocat agadir

أصبحت البرمجيات اليوم القلب النابض للاقتصاد الرقمي، إذ تعتمد عليها الشركات الناشئة والمطورون الأفراد لتقديم حلول مبتكرة في مجالات متعددة تشمل التجارة الإلكترونية و الخدمات الرقمية بشكل عام سواءا الرسمية و غير الرسمية  ، فهي نتاج مجهود فكري قام به منشأ البرنامج الامر الدي يستوجب ضرورة توفير حماية قانونية لمنشأ هدا البرنامج سواءا كان فردا او شركة و هنا يطرح التساؤل : كيف يمكن لي كشركة او كفرد حماية هذه البرمجيات والأفكار في المغرب؟

كما هو معلوم فان المشرع المغربي لا يحمي الأفكار في صورتها المجردة، وإنما يحمي تجسيدها الملموس في شكل كود برمجي او برنامج معلوماتي او قاعدة بيانات، أو تصميم إبداعي. وتتم هذه الحماية عبر ترسانة من القوانين، أبرزها القانون المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والقانون المتعلق بحماية الملكية الصناعية،

فالبرمجيات وفق القانون رقم 2.00  المتعلق بحقوق المؤلف تدخل ضمن المصنفات الأدبية المحمية. فقد جاء في المادة الأولى منه  أن المصنفات الأدبية تشمل أيضا "برامج الحاسوب وقواعد البيانات"، وهو ما يعني أن الكود البرمجي بمجرد إنشائه يصبح محميا بقوة القانون، دون الحاجة إلى أي إيداع رسمي شريطة اثبات تملكه ، وتمنح هذه الحماية لصاحب البرمجية عدة حقوق أساسية، من بينها:

• الحق في استنساخ البرنامج أو الترخيص باستنساخه
• الحق في توزيعه أو بيعه أو تأجيره.
• الحق في منع الغير من إدخال أي تعديل عليه بدون ادن
• الحق الأدبي في نسبة البرنامج إلى مؤلفه.

و من اجل توفير حماية افضل للشركات و للافراد عن منتوجهم المعلوماتي، فإن المشرع أتاح إمكانية تسجيل البرمجيات لدى المكتب المغربي لحقوق المؤلفين  BMDA ، وهو إجراء مفيد جدا لإثبات الملكية أمام القضاء في حالة النزاع، حيث يمنح المكتب  لصاحب البرمجية شهادة رسمية بملكية المؤلف للبرنامج وتاريخ إنشائه.

بل اكثر من دلك فان المشرع المغربي حاول أيضا حماية العناصر التقنية المرتبطة بالمنتج ، مثل اسم التطبيق، الشعار، أو حتى بعض الحلول التقنية المبتكرة و دلك من خلال   القانون رقم 17.97 المتعلق بحماية الملكية الصناعية، الذي يمنح إمكانية تسجيل العلامة التجارية لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية  . فتسجيل العلامة التجارية يضمن للشركة الحق الحصري في استعمال الاسم أو الشعار المودع، ويمكنها منع أي منافس من استعمال علامة مشابهة قد تخلق لبسًا لدى الجمهور.

أما إذا تضمنت البرمجية ابتكارا تقنيا جديدا قابلا للتطبيق الصناعي، فإنه يمكن حمايته ببراءة اختراع بموجب نفس القانون. صحيح أن الخوارزميات في ذاتها غالبا لا تكون قابلة للحماية، لكن إذا ارتبطت بتطبيق تقني ملموس (مثل طريقة جديدة لمعالجة البيانات أو نظام مبتكر للأمن المعلوماتي)، فإنها قد تشكل موضوعا لبراءة اختراع.هذه الحماية تعزز من القيمة غير المادية للافراد و للشركة الناشئة، وتجعلها في موقع أقوى عند البحث عن مستثمرين، باعتبار أن العلامات التجارية والبراءات تعتبر من الأصول المحمية قانونا.

و عموما فانه من خلال استعراض النصوص القانونية والآليات العملية، يمكن لأي مطور أو شركة ناشئة اتباع الخطوات التالية لضمان الحماية المثلى:

1.   توثيق الكود البرمجي والاحتفاظ بنسخ مؤرخة تثبت تاريخ الإنشاء.

2.   تسجيل البرنامج لدى المكتب المغربي لحقوق المؤلفين (BMDA) لتقوية الحجج القانونية.

3.   تسجيل العلامة التجارية للتطبيق أو للشركة لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية .

4.   التفكير في براءة اختراع إذا كانت هناك حلول تقنية مبتكرة ذات تطبيق صناعي.

5.   متابعة السوق ورصد أي انتهاكات محتملة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

و بالتالي فحماية الأفكار والبرمجيات في المغرب تمر عبر منظومة متكاملة من القوانين والآليات تستلزم بالضرورة دراية بالنصوص القانونية و الاستعانة باصحاب الخبرات و التخصص القانوني في هدا المجال لإدارة حقوقهم القانونية بذكاء، حتى يتمكنوا من الحفاظ على مكتسباتهم، وجذب المستثمرين، وتعزيز تنافسيتهم في السوق المحلي والدولي.